إلى الأخ الفاضل وإلى كل السوريين بشأن 15 أم 18!
م. ايمن قاسم الرفاعي
يقود الأستاذ الفاضل “دون ذكر اسمه” حملة لمقاطعة الكيانات السياسية الثورية (الائتلاف والمجلس وغيرها) ومقاطعة كل السوريين إن لزم الامر لأجل ترسيخ تاريخ ( 18 آذار ) تاريخ لبداية الثورة.
بحكم احترامي الشخصي الكبير لهذا الرجل ولدوره في الثورة واستهجاني لانشغاله بهذه التراهات في وقت حرج من تاريخ ثورتنا السورية التي لم تبلغ غايتها بعد، وعوضاً عن نهوضه لاسكات بعض الاصوات التائهة في فلك هذه المعادلة الخاسرة (15 أم 18) يذهب وللأسف بعيداً شططاً في هذا الأمر.
عبرت عن رأيي في تعليق على منشور له بذلك، تعليق لا يملك إلا الاحترام والثناء له ولحوران واهل حوران ابناء عمومتي، ولكن ينبه ان الانشغال بهذا الامر هو انشغال بالصدارة والريادة عن الثورة وهدفها في الحرية والكرامة وهو اساءة لدماء شهداء حوران وسوريا اجمع الذين لم يخرجوا ويثوروا لريادة او صدارة او سلطة شخصية وانما للوطن اجمع، وانه ما ضر حوران الشامخة مهد الثورة أن تكون الشرارة في غيرها.
فما كان من أخي الفاضل إلا أن حذف التعليق، قد لا يكون الأمر ذا قيمة معنوية كبيرة اذ لطالما حذفت تعليقات، لكن قيامه هو بذلك الفعل صدمني فيه ايما صدمة.
تجنبت كثيرا وكثيرا الخوض في هذا السجال التافه وهذا الجدل البيزنطي المقيت..
لكن إلى متى والإصرار عليه جاوز كل مدى..
أإلى هذا الحد تعمينا عصبيتنا الضيقة عن وطنيتنا وثورتنا؟!
أالى هذا الحد تاخذنا الحمية بعيدا في اقصاء الاخر حتى لو كان ميزانه العقل والمنطق وخلقه الاتزان والاحترام؟!
اظن ان الثورة الاخلاقية والقيمية التي تكلمت عنها مرة باننا سنحتاجها بعد انتصار ثورتنا السياسية هذه، بتنا امس الحاجة اليها الان للتخلص من مفاهيم وأفكار هي سبب تأخر نصرنا وهي التهديد الأخطر غداً.
الثورة ليست ثورة الشام أو درعا او حمص او إدلب او حلب او.. او.. أو …..
الثورة ثورة سوريا باهلها وتاريخها وعظمتها.
الثورة لم تقم لمجد شخصي او سؤدد قبلي أو مناطقي أو طائفي..
الثورة قامت لإسقاط الظلم وإقامة العدل..
الثورة قامت لإزهاق الباطل وإحقاق الحق..
الثورة قامت لقمع الاستبداد والإقصاء وترسيخ الحرية والديمقراطية.. لكل سوريا ولكل السوريين فيها.
ووالله لو كان في اثبات هذا التاريخ او سواه من مجد او فخر يعوز أهل درعا لقلنا هم اولى به وهو حق، لكن كيف وهم اهل الحمية والنصرة والشهامة وهم مهد الثورة، وما زاد عليهم بعدها من شرف.
ولكن هذا التاريخ هو حقيقة مجردة للشرارة التي حُضر ودعي لها قبل وقت من اندلاعها ولا أقول في الشام او سواها بل في مشاعل سوريا كلها، فالنار ليس فخراً للمشعل ولكنها نوراً لمن يحمله، وقد اضطلع اهل سوريا جميعاً لحمله ضد ثلة فاسدة أعمى أعينها طهر هذا النور.
” ما ضر حوران مهد الثورة ان تكون الشرارة في سواها”. ومن سواها سوى أختها او اخواتها.
وأقول وأختم لأستاذي الفاضل وكل من انساق في هذا..
الثورة ليست بمن ولمن سبق يا سيدي، الثورة بمن صدق، ولمن في سوريا أجمع.
16/3/2013