البيروقراطية – ماهيتها، تجربتها، تقييمها، رؤيتها من منظور إسلامي
أيمن قاسم الرفاعي
إن ما يميز المجتمع الحديث عن باقي المجتمعات، خاصة البدائية منها هو ما يعرف بالتنظيم، والذي يعتبر عاملاً جوهرياً وأساسياً لبقاء أي مجتمع واستمراره، إضافة إلى أنه وبهذا المعنى، فهو موجود في كل الأنظمة أو الأنساق الإنسانية التي تندرج ضمن النسق الكلي ألا وهو (المجتمع). وقد عرفت المجتمعات الإنسانية تطوراً مطرداً خاصة منذ النصف الثاني من القرن العشرين، حيث تسعى هذه المجتمعات إلى تحقيق التنمية في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى الثقافية، ولقد أصبح المجتمع الحديث يبنى على أساس جملة من الوحدات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والتي هي بأمس الحاجة لمجموعة من الفاعلين الاجتماعيين للمحافظة على بقائها واستمرارها والعمل على تطويرها، ولقد ساهم هؤلاء الفاعلين وإلى حد ما في خلق جملة من النظم والقواعد التي تسير وفقاً لها هذه الوحدات والأنساق والتي من بينها التنظيم البيروقراطي، والذي يعتمد على مجموعة من القواعد والقوانين التنظيمية التي تحكم وتحدد طبيعة العمل فيه، فنشاط المنظمات بما تقوم به من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة قائم على التنظيم البيروقراطي، بالإضافة لكونه يخدم المؤسسات ويتعدى ذلك لصالح الإدارة والعمال والجمهور.11
ولكن ورغم ظهور النموذج البيروقراطي للتنظيم في مطلع القرن العشرين بصورته المثالية على يد ماكس فيبر (1864 – 1920م)، عالم الاجتماع الألماني، الذي قدم ما يسمى بالنموذج المثالي للتنظيم البيوقراطي، إلا أن هذه التنظيم لا يزال بحاجة للكثير من البحث والدراسة لمضامينه وسماته وأبعاده النظرية والتطبيقية وما ظهر فيه من مزايا وعيوب ومقارنه بالتنظيمات المعاصرة، كذلك محاولة اسقاط الضوء عليه بشكل خاص من منظور إسلامي يتناوله من واقع القيم والمبادئ الإسلامية، وكذلك التجربة التاريخية، وهو ما سأحاول تناوله إن شاء الله في هذا البحث المقتضب حول البيروقراطية.
للاطلاع على البحث كاملاً يرجى زيارة الرابط التالي: