ربما يبكيني هذا الفلم أكثر مما يضحكني
لا أدري كيف أحسست لأول مرة في حياتي أنني أحيا داخل فلم حقا
نظام_التفاهة
لم يعد مجرد نظريات أو مبالغات نسردها بل بات واقع نحياه يدمر ما بقي من إنسانيتنا
هو مذنب الدمار الذي بتنا نشاهده في سماءنا ولا نملك معه حيلة..إلا تدخل السماء.
بين بساطة الواقع والفلسفة الإنسانية العميقة يحاول مخرج الفلم نسج رسالة لأول مرة أشهد فيها أحد أفلام هوليوود يتحرر من (التأطير السياسي أو الأيديولوجي خدمة للمصالح الرأسمالية الاقتصادية)
يجعلك هذا الفلم تبكي برغم الكوميديا التي فيه
وتكره ذاتك رغم أنك فهمت كل رسائله التي كانت تدور أساسا بعقلك
الممثلون أظهروا قدر من الاحترافية نقل الفلم إلى مستوى آخر من العمق الإنساني للحياة المعاشة لكل فئة من الناس ولكل مستوى من الإنسانية التي تحكمهم ويحيوها
ميرل، سطحية وخبث الساسة وماديتهم
كيت، تفاهة المشاهير وعدميتهم
جنيفر، الشباب المثقف المهمل الذي يصارع الحياة رغم شعور الاحباط
مارك، غرور وفساد رواد الأعمال الأثرياء وروبوتيتهم
جوناه، حمق النخب السياسية والاقتصادية وشذوذهم
والرائع ليوناردو، الإنسان الخام بمايملكه من تناقضات بين عمق المعرفة والسذاجة في شؤون الحياة بين القيم الأخلاقية وارتكاب الاثام بين إصرار العزيمة واللامبالاة لكن تظل الأسرة له هي كل شيء