سُلِّي البَوارِقَ مِن لحْظيـــكِ واقْتَحمـــي يا هُدبَ عَينيكِ جَيشاً غَيرَ مُنهـــزمِ
كلُّ الملوكِ لأجـــلِ العَـــرشِ فـــي وجَلٍ إلَّا مَليكةُ شَهدِ العَيْـــنِ في نَعَـــمِ
لمُقلتَيْهــــا علـــى عُشّاقهــــــا عَــــــرشٌ من رامَ حُكماً رَمَتهُ المُقْلُ بالسِّهمِ
عـــرشٌ تمنَّـــعَ لا بَلقيـــــــسُ تملُكـــــــــهُ ولا سُليمـــانَ فـــي إتيــــــانهِ يَهُـــمِ
شَمْسٌ لعينيكِ قُـــرصٌ سَكَّـــهُ ذهــــــبٌ دينارُ مــــــروانَ مُلكٌ غيـــرُ مُنهــــــدمِ
سَّـــلِ المـــآذنَ بالشَّــــــــآمِ إذْ صَّـــدَحـــتْ “من هَامَ بالطَّرفِ في الحَرمين لايَحُمِ”
وَطَوِّفِ البَيْـــت بالفيحـــاءِ هَدْهـــدَهـــا دَارِ العَراقـــةِ والتَّارِيـــخِ والشِّيَــــــمِ
فاضْلَـــــعْ برَيِّـــكَ مـــن مـــــــــاءٍ يُنوفِـــرُهُ إكسِيرُ حُبٍّ قد فَاضَـــتْ به دِّيمـــي
إذْ يُسْكَـــرُ الـــدَّوحُ كَبــــــاداً ونَارَنجـــــــــاً ويَقطُرُ العِطرُ بين الوردِ واليَسَـــمِ
فغـــازلِ الـــرَّوْضَ أغصــــــاناً مُعربِشــــــةً وطَارحِ العِشقَ فِي أعتابـــه وهِمِ
مهما سَكبتُ علـــى أجفَانِهـــا أرقـــي ما جاذبتنـــيَ في سُهـــدٍ ولا نَومِ
لَوزِيَّـــةُ العَيـــنِ فِـــي أجْفَانِهَـــا وَسَـــنٌ شَلَّالُ تِبْرٍ يُواري الظَّهْرَ مُسْتَهِـــمِ
أنَّى سَكبـــتَ مُـــدامَ الحّـــبِّ فـــي خَـــدٍّ فاضَتْ بكَ الوجدُ واستعبرتَ من عَنَمِ
جُلْنــــــارُ ثَغــــــرٍ إذا افتــــــرَّتْ بَوارقهُــــــا جَزَّتْ وَتيناً وغَصَّـــتْ وَدْجُـــهُ بِـــدَمِ
قَدْ ظـــلَّ يَعجَـــبُ مـــنْ مـــوتٍ ببارقِهـــا من بَارقِ المُقلِ أمْ منْ بارقٍ بفَمِ؟!
رُوحـــي فِـــداء لـــرُوحٍ فـــي مَعارجهـــا بالحبِّ راقتْ فحارَ العِشقُ بالفَهَمِ
دَهرٌ مـــنَ التِّيـــهِ والصَّبِــــواتِ خَلَّفنــي طَحْنَ الرَّحاةِ فَتيتَ الرُّوحِ والجِسمِ
فكمْ صَبَوتُ بوهمِ الشُّهبِ إذْ ومَضتْ وكمْ هَوَتْ بِي خُطايَ والفُؤادُ عَمِ
وكم ظَننتُ ربيــــــعَ الحُّـــبِ أزهــــــرَ لي فكـــذَّبتنيَ لَمَّــــــا بَدَّدَتْ وهَمــــــي
حتى التقيْتُكِ خلفَ المــــــوجِ بارقــــــةً في الحُّبِ تُسْعِفُ منْ شَكِّي ومن عَتَمي
أَأنْـــتِ كُنْــــــتِ عـــــنِ الأَيَّـــامِ مَعْــــــذِرةً أمْ أنتِ مَغفرةٌ قـــد نالَهـــا إِثْمـــي
أمْ جَنَّتـــي فـــي بِقـــاعِ الأرضِ آجــرُها عن مِحنةِ التِّيهِ إِذْ زلَّتْ بها قَدمِي
قِفـي رويـــدَكَ يا خِـــلّاً فِـــداهُ دَمـــي وقْفَ النَّبيِّ على أحواضِهِ لِظَمِـي
واروي فـــؤادِيَ ممَّـــا كَوثَــــــرٍ عَــــذبٍ قد جفّ من ظَمـــأٍ واحْـــتَرَّ من أَوَمِ
إني فَنِيـتُ بوجـــدِ الشَّـــوقِ مُحتـــرقاً من شفَّه الوجدُ لنْ يُمَسَّ بالضُّـــرمِ
مـن أيِّ شَهـــدٍ بـــراكِ اللهُ مُسْكِـــرَةً من خَامر الشَّهدَ سُكراً ضَاقَ بالمُدَمِ
كُلُّ النِّســاءِ أحـــاديثُ وإنْ سُنِــــــدوا وأنــــــتِ آيٌ فـــي القُــــــرآنِ مُرتَسِـــمِ
فحَظَهُـــنَّ بَـــرَى بالظَّــــــنِ عُشــــــاقاَ وحَظَكِ الحُّبُ والإحكامُ في صّممي
يا مَنْ خَفَقْتَ بِذي النَّجْدَينِ بِي رِفْقَاً فالروحُ فيكَ عن النَّجْدَينِ فـــي لَجَمِ
مهمـا أفضـــتُ على عِرفانِهـا جَـــذْبي حينَ التَّرَقِّي لمْ تَصفُـــو ولمْ تَسَـــمِ
أُســـائلُ الحُــــــبَّ عـــنْ مِعـــراجِ حَيرتِـــهِ أَسرى بِروحيَ بيـنَ الشَّـــامِ والتُهَمِ
دَرْويشُ عِشقٍ على أَعتابهَـــا قَلبـــي مِيقاتُهُ الحُرْمُ نَحـوَ الحِـــبِّ لا الحَـــرمِ
هل يَملكُ العقلُ من جَذبٍ بِهَا حِيــلاً أم تَغْمِطُ الرُّوحُ عنك الحَقَّ بالعَـــدَمِ
فيضُ التَجلَّـــي إلى سِـــدرٍ تناهاهـــا قَبْسٌ من النُّـــورِ لا طيــــــنٍ ولا أَدمِ
أنـــتِ الرَّجَـــاءُ منَ الأيَّـــامِ مـــذْ ضَنَّـــتْ كَمَـــا الطُّلُــــــولُ يُرَجِّيهــــــا ذَوو إِرَمِ