سوريا وتجربة سجن جامعة ستانفورد

سوريا و تجربة سجن جامعة ستانفورد


التجربة المشهورة باختصار هي دراسة أثارت جدلاً واسعاً في وقتها، حيث قام عالم النفس الأمريكي “فيليب زيمباردو” بتقسيم مجموعة من الطلبة لمجموعتين، مجموعة لعبت دور مساجين و الأخرى سجّانين، في سرداب جامعة ستانفورد الذي تم إعداده ليبدو كسجن.

قام الرجل بإحكام الحبكة لدرجة أخذ الطلبة “المساجين” من بيوتهم مقيّدين بالأصفاد، على يد الطلاب الذين لعبوا دور السجانين و قد إرتدوا زي ضباط شرطة.

كانت القاعدة الوحيدة في اللعبة هي: لا قواعد.. على السجانين إتخاذ كل التدابير اللازمة كما يحلو لهم ، دون أي مساءلة من أي نوع.

و كانت النتيجة كارثية أثارت جدلاً أخلاقياً واسعاً في الأوساط العلمية..

راقب الرجل في قلق التحول المرعب الذي حدث للسجانين الذين يشعرون ألا مساءلة لهم مهما فعلوا..

فقد فوجئ و هو يراقبهم عبر شاشات المراقبة، كيف أصبحوا يتعاملون بخشونة و عنف لدرجة تعذيب زملائهم، رغم أنهم عرفوا بتهذيبهم و هدوئهم و تفوقهم الدراسي الذي جعلهم يلتحقون بهذه الجامعة العريقة..

أوقف الرجل التجربة فوراً..

و قد إستنتج شيئاً أصبح موجوداً في كل مراجع علم النفس الإجتماعي الآن..

و هو أن: “السلطة المطلقة تُخرج أسوأ ما في النفس البشرية”

في هذا السياق؛ يتساءل كثيرون – وحق لهم – كيف يمكن للإنسان أن يقوم بمثل ما قام به وحوش نظام الأسد في سوريا من مجازر وجرائم ضد الإنسانية يصعب على العقل استيعابها ( من ذبح بالسكاكين والمنشار الكهربائي والتقطيع والسلخ خيا والمكابس البشرية والتعذيب المستمر والحرق حيا والاغتصاب والتنكيل وكل الجرائم التي اقتدت بمحاكم التفتيش الأوربية) واستمرار قدرتهم على العيش بين الناس بعد كل ما فعلوه ويكونوا آباء وإخوة وأزواج وأصدقاء لغيرهم.

هذه التجربة تختصر كل شيء، السلطة المطلقة هي داء الأدواء، فهي تفتح للنفس الإنسانية مجال تجميل كل قبيح تقوم به من خلال العقل التبريري الذي يتكيء على مصالح الشخص وهوى النفس من منظور قيمي خاص بها مربتط بمرجعيته الذاتية، لذلك يحاول هذا المجرم مع عائلته أن يكون شخص آخر غير ذلك الجزار والمجرم الذي فتك بالآخرين، لكن هذا السلام مع عائلته والمحيطين لن يفتأ أن يزول إلى وجه الإجرام الحقيقي عند اول امتحان..
لأجل ذلك وليس فقط لجرائمهم السابقة بل لجرائمهم المستقبلية وخطرهم على المجتمع يجب أن يتم اعتقال كل من شارك في جرائم الأسد ودراسة حالته فضلاً عن محاسبته بعيداً عن المجتمع، لحفظ أمان المجتمع وسلامه.

#أيمن_قاسم_الرفاعي

#نخبة_الفكر

11/02/2025 – الخور – قطر

شارك:

مقالات ذات صلة:

Scroll to Top