ايمن قاسم الرفاعي
جاء المساء.. وادلهمت علي أخبار الخطوب، فوقعت فريسة تحاصرها وحوش غابات التيه وتنهشها أنياب المتناقضات…
يصرخ في صمت نفسي عويل الجراح، وتتعثر خطى قلمي فوق حفر السقوط الانساني والأحجار الملطخة بدماء الخطيئة، فتعلو قهقهاته الساخرة صرخات الأنين..
أاشكو الزمن أم أشكو الأيام إليه..
أأرثي الوطن أم أرثي أبناءه إليه ..
أأتغنى بالمجد الذي يصنعه بنوه بأساطير شجاعتهم .. أم أبكي على خزي وعار دونه بدمائهم على جدار أساطير ملاحم التاريخ فيه بعض ممن ينسبون إليه..
أأمجد الشهادة، أم انتحب للقتيل ..
أأشمخ بالبطولة، أم أخز بالجريمة ..
أأغبط من سلم من الموت المحتم، أم أرثي لمن تشرد في خيام من اكفان ذل موته البطيء..
أأثني على فداء مجاهدين ثائرين، أم ألعن لصوصية شبيحة ثائرة..
أأبارك ركب قافلة المعارضة، أم أدعو على صعاليك السياسة..
أأفخر بأهلي الصابرين المتسامين، أم أخجل باولئك المتقاعسين المتخاذلين..
أأكون عيناً لجدول الغربة الذي يسري بنسغه في شرايين الوطن، أم أكون بئر ينضح بما تعصره عروق وطنه فيه…
أأقابل الأضداد، أم أمازج المفارقات .. أم أرتضي من هذا المساء بما ساقه إلي من ألم نزت جراحه فوق صفحات نفسي سطوراً أعلقها تميمة عشق في حب الوطن، وأغفو ببركتها حالماً بحياة في ظل شمس سمو الوطن التي تبدد ليل كل التناقضات.
“ويلاه أيها الأصحاب، إن ما يتناجى فيّ إنما هو الغسق فاغتفروا لي شجوني، لقد جاء المساء فاغتفروا لي قدوم المساء. هكذا تكلم زارا – نيتشة”
14/01/2013