كيف أصبحت؟
ايمن قاسم الرفاعي
هو بالضرورة السؤالُ الذي نحمل إجابته فوق قسماتنا وفي نبرات أصواتنا وصدى كلماتنا كل صباح.
هو ما وراء طبيعة الشفاه حين تنبسط بالابتسامة أو تنقبض بالعبوس..
هو مصباح الروح الذي يرسل شعاع العين رائقاً ليذهب بعيداً يجلو الطريق لسالكه أو ذاك الكليل الذي لا يجاوز الأنوف..
هو روح الأمل التي تسكن الفلاح وهو يحرك يديه بالحصاد حين ينثر بذوره ليزرعها في الحقول.. أو هو قنوط محتضر باسط كفيه استسلاماً لا سلاماً لزائر الموت..
هو حجر الأساس الأول الذي تتخلق لبنتهُ صلبة أو هشة في روحنا لنقيمه في هيكل الصرح الذي ننشده كل يوم.
كيف أصبحت؟.. استفهام يختصر أحوال الزمن مجتمعاً فوق جسر حاضرنا الممتد بين ضفتي ماضيه ومستقبله، لنخال في أنفسنا أننا ننتقل بين ضفتيه..
والحقيقة أننا في حال عبور دائم لا ينقطع على جسر اللحظة الراهنة..
فإما مرور واثق القدم فوق الحاضر المتين بصلاح ماضيه ورسوخ هدف آتيه.. أو مرور العاثر بخشبات ماضيه المتآكلة بفعل سوس العجز وحبال آتيه الرخوة المنعقدة الآفاق.
20/05/2013م