مقارنة الجسد، الجسم، البدن

مقارنة – الجسد، الجسم، البدن

أيمن قاسم الرفاعي

ذكر التنزيل الحكيم في مواضع مختلفة منه ثلاثة مصطلحات هي (الجسم، الجسد، البدن) للدلالة على الإنسان في حالات مخصوصة.

فما الفرق بين هذه الألفاظ؟

ما المعنى الاصطلاحي المخصوص لها؟

ما المقصد من هذا التخصيص الاصطلاحي؟

الجسد:

وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا ﴿١٤٨ الأعراف﴾

فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ﴿٨٨ طه﴾

وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴿٨ الأنبياء﴾

وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴿٣٤ ص﴾

الجسم

قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴿٢٤٧ البقرة﴾

البدن

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴿٩٢ يونس﴾

من خلال اتباع منهج بارادايم القرآن  في فهم وبيان التنزيل الحكيم يتضح لنا المعنى المخصوص لكل مفردة كما يلي:

• الإنسان = كائن بشري (بشر) + الروح
• الجسم = الجسد + سر الحياة
• الجسد = البدن + الكيان المعنوي
• البدن = الكيان المادي

الكيان المادي = هو التشكيل المورفولوجي (الشكلي) والفيزيولوجي (الوظيفي) للكائن

الكيان المعنوي = هو القيمة الاعتبارية التي يقيمها المجتمع للكائن. 

الروح = هي المعرفة الإنسانية القائمة على القيم الأخلاقية والعلم والتي ميزت الإنسان عن الكائن البشري (البشر).

سر الحياة = هو الطاقة التي تنبثق في الكائنات الحية (إنسان، حيوان، نبات) فتعطيها قدرتها على التكاثر والنمو والتقدم في العمر وتشغيل الأجهزة الوظيفية لها.

ويفيد هذا التخصيص الاصطلاحي في فهم دور  الاختلاف القرآني بين هذه المفردات في بيان مقاصد آيات الله، وفق مايلي:

• يستخدم لفظ الإنسان: في سائر القضايا التي تتعلق بإبراز القيم الأخلاقية والمعرفة للإنسان.
• يستخدم لفظ البشر: في سائر القضايا التي تتعلق بإبراز الأصل المادي (الخلق) للإنسان.
• يستخدم لفظ الجسم: للدلالة على القيمة المادية لأي جسم حي.
• يستخدم لفظ الجسد: للدلالة على القيمة المعنوية لأي جسم غير حي.
• يستخدم لفظ البدن: للدلالة على القيمة المادية لأي جسم غير حي.