قصة جمع القرآن الكريم
مقال لفضيلة الدكتور محمد عناية الله سبحاني
لقد مضى على نزول القرآن أكثر من أربعة عشر قرنا، ولم يتحرر بعد تاريخ جمع القرآن وتدوينه، فمن قائل إنه دُوّن في عهد رسول الله، وعلى يد رسول الله. وهناك من يقول: لم يتم جمعه وتدوينه في حياته صلى الله عليه وسلم، وإنما جمع القرآن ودوّن بعد وفاته على يد خليفته أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أما الرأي الأول، فقائلوه قليلون، وأما الرأي الآخر فهو السائد في الآفاق، وقائلوه لا يحصون!
ولكن الأخبار والمرويات لا يحكم لها، ولا عليها، بكثرة القائلين، أو قلّتهم، وإنما يحكم لها، أو عليها بحكم الأدلة العلمية التي تتسم بالرصانة، وتتميز بالثقل العلمي….
فلننظر أي القولين أرجح دليلا، وأقوى ثبوتا… ولنبدأ جولتنا هذه بدراسة الروايات التي تناولت هذا الموضوع، والتي كانت موضع اهتمام الباحثين عموما، وعلى رأسها روايات صحيح البخاري، فلنبدأ بها.