الموعد

على المقاعدِ.. فِي الجَنائِنِ..

حيــــــثُ تُـدني العَاشِقيـــــن

تاريـــــخُ مِيــــلادِ المشَــــــاعر

سُكبـــت عُطــــوره ..

مِـــنْ قِرَابِ العَابِرِيْن

كانَ الموعدُ معكِ هنالِكْ ..

أَلا تَذكرين ..؟!

كُنَّا هُنَالِكَ وقتاً طَويلاً

أُغَنِّي إذا تَتَمايَلِين …

وأُنْشِدُ شعراً إذا تنصتين

كُنْتِ دَوماً تَبْدُوين..

في عينيَّ مؤتلقةً..

وفي قلبي مُثيرةً ..

مِثلَ شَامِ اليَاسَمِينْ

وعندَمَا تتكلَّمِين..

كُنْتِ مِثْلَ الشَّمسِ نُوراً

وكَالأريجِ عَبيراً..

وكجَمرةِ دفْءِ فكرةْ..

في حضنِ كانون الحزين

لأظلَّ فيكِ مُمعِناً..

كمُسافرٍ بَينَ المدائنْ..

عطشُ الثقافةِ والمَلاحَةِ والعَجائبِ..

فيهِ كائنْ

وَأنا الشَّغُوفُ بفتنةِ الأَسْفار..

ولفكرةِ الوطنِ المقيمِ خائنْ..

قلَّدتُ فكركِ أمَّتي..

فغدوتِ وحــــدَكِ..

أمةً دونَ الكوائنْ

وعلى صحائفِ وجهِكِ الوردي

بِالقبــــلِ ارتَسمْتِ..

خريطةَ الوَطنِ الحَزِينْ
*

أَتُرَاكِ مِنْ بعدِ الوِصَالِ نَسِيتِنِي

يا قطَّتِي الغَالية ..

نَسِيتِ أَينَ تَغْفُوين؟؟

عَلَى صَدْري .. وفِي قَلْبي .. فوقَ جَفْني ..

فَلَسْتُ أَدْرِي أَيَّ رُكنٍ تَسْكُنين

وكَيفَ يدْري عَاشِقٌ قبْلِي بِسُكْنَى الحُبِّ أَيْنْ..

على وجه رصين

كُنَّا وكَانَ المَقعَدُ مِنْ تَحتِنَا

يُطَرِّزُ مِندِيلَ عِشقِنا

وَيَعزِفُ اللَّحْنَ الرَّزينْ

وَكُنْتِ طِفَلةً إِذا تَضْحَكِينْ

وكُنْتُ ظَبياً في يَدَيكِ عِندَمَ تتَلمَّسِين

وَكَانَ نَسِيمُ شِعري

يُقَبِّلُ وَجْنَتَيكِ..

وَيَغفُو فوقَ عَينيكِ ..

وبكِ ضِدَّ إعصاري يَستَعِين

كنتِ شراعَ فِكري …

وَأَنَا كُنْتُ لَكِ السَّفِينْ

وَكُنتِ مِعراجَ السَّمَا

ولكِ كنتُ المَرْسى الأَمِين ..

كنتِ خيالَ الحلم الدافئ …

وبكِ كنتُ طموحَ كلِّ يَقين
*
فلمَاذا الآنَ تتنَاسِين …

تَتجاهَلِين …

أكنتِ وهماً خَبالاً …

أمْ حلماً محالاً …

أم نجمةَ الحبِّ الَّتِي سَطَعَتْ كَتذكارِ السِّنِين

فجعلْتُ مِنها لوحةً…

وضفرْتُ فِيها هالةً…

ضمَّنْتُها زهرَ البنفْسَجْ ….

أَوَّاهُ يَا زَهري الحَزِينْ

*
أمْ هلْ تُراهَا قِصَّةً …

خُلِقَتْ بِمحضٍ منْ خَيال …

قدْ حُكْتُها .. ونَسجْتُها …

فجعلْتُها رمزَ الأُنوثةِ في خَيَالاتِ الرِّجال …

وبقيتُ وحدي تائهاً …

ما بينَ واحاتِ الجَمَالِ …

وبينَ كُثبانِ الحَنين

أمْ دُستِ مِن شوقي ..

على كيرِ الهوى ….

فتوقَّدَ الجمرُ الدَّفِين

فنَسجْتُ أُسطورةْ …

بِالعِشقِ مسطورةْ …

آه ….

يا قصةً في العمرِ..

لا أصلٌ لَهَا ولَا تَكوين

شارك:

مقالات ذات صلة:

Scroll to Top