قصيدة المجني الجاني
ليلكتي.. نخلي.. غِيطاني جمــــري وغـــرامَ نيــــراني
رحماكَ إِلَهِـي في قـدري أمعـــذَّبُ نـــارٍ بِجَنــــــــان؟!
عينيهــــا شهـــدٌ يُغرقـني سهمٌ أصمــاهُ الرِّمْشــانِ
جَفـــنٌ من عــاجٍ يُحرقُنـــي يتكَحَّــــلُ برَمـــادِ بَنــــــاني
زَهَـرُ الرُّمَّـــانِ ومَبْسمُهــــا وَجــعٌ تُذكِيـــهِ الشَّفَتـــانِ
عنـــمٌ يشتعـــلُ بوجنَيْهـــا قُبُـــــلاً تتلظَّـــى بجَنــاني
وجَدائلُ منْ نُورِ الشَّمسِ ضُفرَتْ بوَرِيدِي، شِرياني
وَأَنــا بِالبـــــابِ لَمجــــذوبٌ درويـــشٌ رهْــنُ العِــرفانِ
أنْ يُـؤذنَ بالوصْــلِ رَجـــاهُ أوْ فَيْضٌ بالوجــدِ أمــاني
فالرُّوحُ تناهَـتْ بِســديركْ كشــفٌ وتجــلٍّ ومعـــاني
عشَّاقُ الأجْسَــادِ حَزَانــى أحْبَــــــــابُ الأرواحِ مَغاني
فَالعِشقُ لَهيبٌ مُسْتعِرٌ والحُــــبُّ ضيــــــاء ربَّانِـــي
وَالعِشقُ كَذاتٍ نَرجِسةٍ والحُــــبُّ عَطَـــــاء مُتَفَـــــانِي
والعشقُ للبَشرِ كطينٍ والحـــبُّ كـــــروح الإنســـــانِ
مرهونٌ عِشقي بأوانه وحُبّــــي لفـــــوقَ الأزمــــــان
أربيـــعَ حيـــاتي ونيســـاني يا شمعةَ ميـلادي الثـــاني
الآنَ سأبـــــــدَأُ سيِّــــــــدَتي فَقِفِي في طَلَلِ النِّسيانِ
يا زمني الحاضرَ والماضي يا دمـعةَ شيــبٍ أشجـاني
يا ثـورةَ طِفلــي وَشَبابــي رحـــلَ التَّاريــــخُ وَأبْقـــانِي
يا شمسي يا قمري الأكمل يا بُرجي وطـالعَ إيمـاني
يا لحــنَ الحــــبِّ وقافيتـــه يا وتـراً يرقــصُ بكمــاني
يا شِعْـــرَاً أغــــزله بعينـــك وبشَعـركِ أنْسُــجُ أوزانــي
يا بحرَ شواطـئَ كلمــاتي يا وطنَ الـــذاتِ لكيــاني
يا أوحدَ أوحدَ فاتنةٍ تبحرُ فــي شِعـــــري وَبَيـــــانِي
في غيرِكِ لا شعـرٌ يُكْتـبْ لا لحــنٌ يُعــزفُ وَأَغــاني
منْ أَجْلكِ قَطَّبـتُ عُيونـي وزرعْتُ الشَّــوكَ بِآذانــي
وحرقْتُ البسمةَ في شَفتي وصلبْتُ بمذبحِكِ لِساني
أَنْ أُبصـرَ غيْـــركِ سيِّــدَتي ذنْـبٌ أحــدثْتُ فأَعْمــانِي
وسَماعـي نغَمــاً ينشُـــزُهُ مِهـــذارٌ مـــزَّقَ ألْحـــاني
والبَسمةُ مِنْ غيرِكِ خِنجرْ في العَتمِ يُطاعنُ وجداني
كَلِماتي فـي غَيرِ هَــواكِ ندماً، ترتـدُّ فأَرْدانــي
مَــولاتِي تاريخـــي أَعْــرجْ عَثَراتُ خَيالٍ أشقاني
أشْرَعتُ سَفْيني بأحــلامِ بحــــارٍ خَانَـــــهُ رُبانــي
مَزْهـواً أمخُـرُ بحــرَ الحُــبْ أمواجي تُغْــرِقُ شُطــآني
أَبحـثُ عــنْ حُــورٍ مَكنـــونٍ أو خاتمِ حُكمٍ في الجَّانِ
عَنْ أنثى ليستْ كالأنثى عنْ كونٍ ليـسَ كَأكــواني
وَعوالِـــمَ خلـــــفَ الأسـوَارِ لِنِسَــــاءٍ ليـــسَ لنســوان
عــنْ شجــرٍ يُزهـــرُ أفكـــاراً خُلــداً لا ثمــرَ الشَّيطــانِ
لأظــلَّ أُنــوِّسَ فــي سَفَـــري ألفاظــاً لا تجـــدُ مَعانـي
قدْ تُهتُ كَثيــراً فِـي ذاتي والآنَ عرفْتُـــكِ عُنوانــي
تَعويـــذةُ سحـــرِكِ سيِّــدَتي رصْدٌ طلْسَمــهُ المَلَكـانِ
أُنْشـــــدُهُ حِـــــــلّاً أو مَسّــــــاً يُنشِدُنِي ذِبْـــحَ القُرْبـــانِ
فأَهيــــمُ الكــــــونَ بِرُمَّتـــــهِ أتخبَّــطُ وجــهَ الحِيطـــانِ
وَأسيــرُ بجهمــي مُفتــرشاً شَوكاً في قلبي أَدماني
لَهَفِـي مــن وجـدٍ مَزَّقنـي أأنــــــــوحُ نـــواحَ الثَّكْـــلانِ
لا أعرفُ دمعاً فـي عينـي أنَى لِي الدَّمْــعُ فأَبْكانِي
لَكأنَّ دُموعــيَ لِــي مَطـرٌ يُطفي ألسنـــةَ النِّيـــــرانِ
أَوْ بــرَدٌ يَهْطــلُ مُنهمـــراً يتدحْرجُ فَــوقَ الأغْصــــانِ
كـيْ يـروي جــذراً مزَّقَــــهُ ظمَأٌ قدْ طَــالَ فأَضْنـــانِي
مَــــــولايَ تناتفنـــــي أَرَقِــــي وَسُهَادي أَدْمَى أجفانِي
إِنِّــي الموجـــــوعُ بِأشـــواقِي مالِي والحــــبَّ وَأحــــزانِي
إِنِّـي المحــــرومُ أيَــا قهْـــري ما أصعـبَ قَــهرَ الحِرمــانِ
هـلْ أطـــرقُ بابَـكِ سيِّـــدَتي فأنت فـي الرُّقيــةِ قُرآنـي
قدْ أُشفى يوماً مِنْ سحرِكِ إنْ يُبْعَـثُ هَــاروتُ زَمــاني
أوْ أبْلُــغَ بَعــدَكِ مَـنْ مَاتـــوا فسأسْـــألُ عَنــكِ النُّكـــرانِ
مَوْلاتـــي سَيِّـــدَتي حُبِّــــي يا نرْجِسَ قلبي، نَيسَاني
إِنِّــي أعفيتُــــكِ مـــنْ قتْلي فأَنا المَجنِـيُّ أَنا الجــاني
