الملخص
تتناول هذه الدراسة مشكلة الهوية ومركزية القيم والأخلاق في الثقافة الغربية وتعالقاتها بالسياسة التي تؤثر في مسار تحولاتها التاريخي. حيث تهدف هذه الدراسة إلى كشف الدور المحوري عبر التاريخ الذي لعبته وتلعبه السياسة في تحريك مركزية القيم في المجتمع الغربي والأوربي منه على وجه الخصوص، وبالتالي قدرتها من خلال ذلك على التحكم بالهوية والثقافة الغربية وتشكيلها طوعاً لرغبة النظام السياسي فيها وتوجهاته الأيديولوجية. حيث يتجلى السؤال البحثي الذي تحاول هذه الدراسة الإجابة عنه في: كيف استطاعت السياسة التي يفترض أنها أحد مخرجات المجتمع وثقافته أن تكون هي اللاعب الأساسي في إعادة تشكيل ثقافة المجتمع الغربي وهويته؟ ولماذا كانت المرجعية القيمية والأخلاقية هي الأداة الأهم في تنفيذ ذلك؟. حيث سنحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال دراسة تاريخية موجهة لتقصي هذا الدور للسياسة في الغرب عبر تاريخها الطويل، مع التركيز على بعض الظواهر الرئيسية المعاصرة التي شكلت نتائج جوهرية لهذا الدور وتأثيره على الهوية والثقافة الغربية وهذه الظواهر هي: معاداة السامية، الإسلاموفوبيا، كراهية الأجانب، فخر المثلية. لنخلص من خلالها إلى أن تخلي المجتمع الغربي عن دوره الأساسي في الحفاظ على مرجعيته القيمية الأخلاقية التي تشكل هويته وثقافته لصالح السياسة والعابثين فيها من السياسيين والاقتصاديين الفاسدين قد دمر إرث ومكتسبات عصر التنوير الذي بلغ به الغرب يوماً سويته الحضارية الأرقى، وإن هذا الدور هو الذي سيقود المجتمع الغربي إلى الهاوية المحتمة خضوعاً لقوانين الحضارة وفلسفة التاريخ. وتندرج دراستنا هذه في أساسها المنهجي تحت حقل الدراسات التحليلية النقدية؛ إذ تقوم في جوهرها على مناقشة وتحليل إشكاليات الثقافة الغربية، وتوضيح دور السياسة في تشكّلها التاريخي، وبيان الازدواجية في القيم الأخلاقية الأوروبية المعاصرة، وتأثيراتها الهائلة في السياق التفاعلي التواصلي الشامل.
للاطلاع على البحث المنشور كاملاً، يرجى زيارة الرابط التالي:
