قصيدة متيَّمُ الحبِّ
قصيدة متيَّمُ الحبِّ
سَكينةُ القلبِ هاجَتْ عندَ لُقْياها رَعــــدُ الأواصـــرِ مُحمـــرٌّ مُحيَّــــــاها
لمَّا بَدا أَلِقَاً طيـفُ الجَمـالِ وَهَى جَزْلُ البَلَاغةِ عنْ تقديسِ مَلقاها
بَدرُ البــــدورِ فُتـــوناً حيـــنَ تـذكرُهُ حتَّـى البُــــدورُ تغيـبُ عنـدَ لُقياهَا
مثلُ الزُّهـورِ أريجــاً حيـــنَ تَلثُمُهـا يُنشيـكَ خمرُ مُــدامٍ كّأْسُهُ فاها
كَــذا عُيُــونيَ إذْمــا قَـــدَّها رَمَقَتْ تَكَـــافَفَتْ ثَمَــلاً مِنْ سِحــرِ مَرْآها
فِي حُسْنِهــا فِتَنٌ تُغــري مَلائكَةً يا وَيحَهـــا بَشَــراً عِشْتَــارُ أنْثاهـا
قَالُوا كعِطْرِ الرَّبيعِ مِسكُهـا عَبَقـاً قلتُ اجعلُوا زَهْرَها يَضُوعُ في هَواهَا
قَالُوا شِفاهاً بِلونِ القَانِ قَدْ صُبِغَتْ قُلْتُ الــدِّمَا خَضِبَــتْ مــنْ لَــونِ لُمْيـاها
يا روضــــةَ الأُنسِ لـولا أَنَّهــا مُنِعَــتْ أنــتِ الجنـــــانُ ولاتَ الأنـــسُ لولاهــــــا
متيــمُ الحـــــبِّ ليــــتَ الحـــــبَّ قــاتِلُهُ حتَّـــى يَـزولَ مــنَ الأحـــزانِ أَقْســـــاها
لاقَــى المَهَـــانةَ مــنْ عَينـيْ مُعذِّبِهِ تَأْسَــى الحَيـــــاةُ لِعُمْـــــرِهِ ويأْسَـــــاها
لوْ كنـــتَ تعلــمُ مَا يَحـــويهِ مــنْ ألَمٍ فِـي الصَّـــــدرِ أَوَّاهُ تِلـــوَ الآهِ يلْقـــاهَا
فِي الصُّبـحِ يَجْثُمُ مخْمــولاً وَذَا وَجَمٍ وَفِــــي الظَّــــــــــلامِ أَيَــا آهٍ ويــا أهــــا
هــذا ابنُ عِشــرينَ يا أُمَّــا وَيا عَجَبي كهـــلاً عجــوزاً فكيفَ الفَهمُ يَحْوَاها
شاخَ الصِّبا فِيــهِ أمْ أَقْـــوَتْ قوافِيهِ أمْ ضــاقَ ذَرعــاً بِلحْــدِ ْالعقـلِ فَحْواها
هـــيَ الشَّبــابُ هــيَ الدُّنيا بِزِينَتِها هيَ الرَّبيـــعُ هــــيَ الحيـــــــاةُ برَيَّـاهَا
يَا لُجَّةَ القلــبِ يَا رُوحَ الفُــؤادِ صِلِي روحاً تنَاهتْـــكِ تِيمـــاً حِيـــنَ أضنَـــاها
سُهادُ لَيلٍ وسُقــمُ الجِسـمِ يُنْهِـــكُ مِنْ هيــامِ وجـــدٍ إذا بالـدَّمعِ أَلْقاها
يا فَاتِكَ اللَّحْظِ هلْ مِن رحمةٍ تُرْجَى لنَــارِ صَـــبٍّ بِجَمْـــرِ الوجـــدِ أَطْفــــاها