مسرحية: الشيخ أبو ثور الميكافيلي
يبدأ المشهد بأبي ثور وهو يذرع مكتبه في شمالستان جيئة وذاهباً والحيرة تأكل قلبه، خمسمئة ألف عملة ذهبية معروضة لمن يشارك في حملة فك الحصار عن مدينة وسطستان المحاصرة، وليس له من القدرة ولا حتى من الطاعة لدى بقية العناصر المتبقية في لواء الثيران في جنوبستان مجرد التنقل إلى هناك فضلاً عن المشاركة، يسعفه العقل المدبر أبو الثعالب بفكرة مسنفرة، قائلاً:
“هون عليك يا أبا ثور الأمر أبسط مما تعتقد، مجرد فلم مسنفر من دقيقتين نسنفره كما العمليات الوهمية السابقة والعروض العسكرية والإغاثية كفيل بإرضاء الداعمين من آل سلول”، يتنفس أبو ثور الصعداء خاصة عندما يثني مفتيه الخاص على اقتراح أبا الثعالب معللاً (أن الضرورات تبيح المحظورات، والكذب في سبيل الجهاد جائز شرعاً)
ينتقل المشهد إلى جنوبستان حيث ينفذ الفلم مباشرة ويلقى البيان على أنه على تخوم أبواب وسطستان، يقف المصور مشدوهاً يصحح الخطأ، يصر قائد اللواء المخضرم ذي العشرين ربيعاً على صحة الموقع ويعاد التسجيل، يعبر المصور عن رفضه لهذا التزوير، يهدد القائد مصوره بأن يحفظ الفلم في كفة ميزان فيه حياته هي الكفة الثانية.
تنتهي المسرحية وتنتهي بنهايتها الأزمة، ويخرج أبو ثور البطل المغوار منتصراً بثلاث عصافير، الحصول على الذهب بلا تعب، وسقوط وسطستان التي أحرج الجميع حصارها، واستشهاد المصور البطل قبل نهاية المعركة.
أيمن قاسم الرفاعي
الدوحة – 9/10/2014م